أندريا غاليندو, مكتب الإعلام العام والاتصالات التابع للوكالة
تُستخدم المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية في الطب النووي في جميع أنحاء العالم. (الصورة: أدريانا فارغاس، الوكالة)
المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية هي عقاقير تحتوي ضمن مكونات أخرى تحتوي على عناصر كيميائية في أشكال مشعة تُعرف باسم النظائر المشعة. وبحسب نوع الإشعاعات المنبعثة من هذه النظائر، يمكن استخدامها في تشخيص أو علاج العديد من الحالات الطبية. وتتنوع تطبيقاتها من تصوير العديد من الأعضاء المختلفة، مثل المخ والقلب والكُلى والعظام، إلى علاج السرطان وفرط نشاط الغدة الدرقية.
التكنيتيوم-99 شبه المستقر (Tc-99m) هو النظير المشع الأشيع استخداماً في الطب النووي التشخيصي، حيث يُستخدم فيما يزيد على 10,000 مستشفى حول العالم للكشف عن السرطان وأمراض الأوعية الدموية وغيرها من الأمراض المزمنة حتى يتسنى علاجها.
وتُعطى المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية للمرضى بالحقن أو عن طريق الفم، ثم تخضع للرصد والتحليل باستخدام أجهزة طبية خارجية واختبارات أخرى. وفي معظم البلدان، يجري العمل ببروتوكولات متخصصة للأمان بهدف حماية المرضى والمهنيين الصحيين من أي آثار جانبية لهذه العقاقير.
وبالإضافة إلى الذرات المشعة، تحتوي المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية أيضاً على جزيئات مُعدَّة للانتقال داخل جسم المريض حتى تصل إلى النسيج أو العضو المستهدف. فعلى سبيل المثال، تتخذ بعض المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية شكلاً “شبيهاً بالسكَّر”، حيث تكون الذرات المشعة فيها جزءاً من مادة من المواد الشديدة الشبه بالسكَّر المعروفة بمُشابهات الغلوكوز. وبالنظر إلى أنَّ الأورام تستهلك الغلوكوز بمعدلات أعلى مقارنة بسائر أجزاء الجسم، ينتقل العقار الشبيه بالسكَّر في جسم المريض ويُمتص بقدرٍ أكبر في خلايا الأورام “الآكلة للسكَّر” ومن ثم يظهر الورم أكثر لمعاناً في الصورة.


وخلافاً للفحوصات التي تُستخدم فيها الأشعة السينية والتي يمكن إجراؤها في “أي وقت”، فإن الفحص باستخدام المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية يتطلب غالباً فترة انتظار بعد إعطاء العقار حتى يصل إلى النسيج المستهدف. تنبعث من المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية التشخيصية أشعة تُعرف باسم “فوتونات (غاما)”. وعلى غرار الأشعة السينية، يمكن لهذا الشكل المختلف من الضوء أن ينفذ عبر الجسم ومن ثم الكشف عنه باستخدام “كاميرا” تنتج “صورة” يمكن استخدامها، على سبيل المثال، لرؤية ورم أو تقييم كفاءة الرئتين.
تُعدُّ المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية من المكونات الأساسية في مجال الطب النووي، ولها أهمية حاسمة في مكافحة السرطان والعديد من الحالات المرضية الأخرى. بيد أن استخدامها يتطلب تدريب الموظفين تدريباً مكثفاً على أمان المرضى والتعامل مع المعدات. وقد دعمت الوكالة إنشاء مركز جديد للكشف باستخدام تقنية PET في سكوبيي، من خلال تقديم المشورة التقنية وتدريب الموظفين المهنيين والتبرع بالمعدات.
وبعد أن يُعطى المريض مستحضراً صيدلانياً إشعاعياً، عادة ما يستخدم المهنيين الصحيون جهازاً من الأجهزة التالية لأغراض التصوير الطبي:
- كاميرات غاما: تكشف هذه الأجهزة فوتونات غاما لإنتاج “صور” للنسيج أو العضو المستهدف.
- أجهزة التصوير المقطعي بالانبعاث الفوتوني المفرد (تقنية SPECT): يمكن استخدام هذه الأجهزة لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد حيث تدور بعض أجزائها حول جسم المريض لأخذ “صور” لفوتونات غاما من جميع الاتجاهات. وتُجمَّع هذه الصور بما يتيح إعادة تكوين صورة ثلاثية الأبعاد لبنية النسيج أو العضو المستهدف.
- أجهزة التصوير المقطعي بالانبعاث البوزيتروني (التصوير بتقنية PET): تعمل هذه الأجهزة عن طريق تسجيل أزواج الفوتونات التي تنشأ في كل مرة يتفاعل فيها “بوزيترون” منبعث مع “إلكترون”. ويُستخدم ذلك لإنتاج صور ثلاثية الأبعاد عالية الجودة دون الاحتياج إلى استخدام أجزاء دوَّارة.
كيف تُستخدم المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية لعلاج الأمراض؟

تحتوي المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية العلاجية، من بين مكونات أخرى، على ذرات مشعة تنبعث منها أنواع من الإشعاع تتَّسم بارتفاع مستوى طاقتها – مثل جسيمات ألفا أو بيتا – على مدى قصير داخل النسيج المستهدف مما يؤدي إلى تدمير أو إضعاف الخلايا غير المرغوب فيها، مثل الأورام أو الخلايا الدرقية المفرطة النشاط.
وهناك أوجه شبه بين العمليات التشخيصية والعلاجية، بيد أن العلاج بالمستحضرات الصيدلانية الإشعاعية يركِّز على إيصال الإشعاع إلى خلايا بعينها، مع حذف خطوة التصوير التي تكتسي أهمية محورية في الاستخدام التشخيصي.
وفي حين يُعدُّ المستحضر الصيدلاني الإشعاعي بحيث ينتقل داخل الجسم دون الإضرار بالأنسجة السليمة، فقد يحتاج المريض إلى الخضوع لاختبارات إضافية لرصد الآثار الجانبية المحتمل أن تترتب على هذا النوع من العلاج الذي عادة ما يُعتبر مأموناً ويمكن للمريض تحمُّله بسهولة.
* المصدر: الوكالة الدولية للطاقة الذرية